الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

ما أزال أقف أمام الشباك كل ليلة ...



كانت تنام متأخرة كل ليله ماأزال أراها في مخيلتي كل ليله ..كنت اعرف أنها تقف أمام الشباك لتستمتع بنسمات الهواء وخاصتاً في الشتاء لااعرف ماألسر في ذلك لكنني اعرف أنها بحاجه إلي ألان
لتشعر بالدفء الذي قضت حياتها بعيده عنه وتستمتع الحلم به لكنها كانت ترفضني بشده عندما أتكلم معها
لاتخاف ولا تتردد بل ترفض بقسوة وهي بأمس ألحاجه لتلك الأحاسيس
ليست هي فقط بل اناايضاً .. وقفت لفترة طويلة ذات ليله ما وأنا أراقبها واقفاً أيضا وراء الستار .. من شدة برودة الهواء كانت تضع فوق جسدها ذات اللون البرونزي غطاء زهري بلون أحلامي معها .. تكسر الزجاج بهجوم عاصفة وهي ماتزال واقفة وأنا أمارس النظر الممتع إليها من خلف الستار!! تكسر ذلك الزجاج اللعين في بيتها ومن نافذتها بالتحديد أصيبت بزجاجه واحده في يديها الجميلة ذات الأظافر المطلية بلون الروز الأحمر
كانت تعشق الروز ..مايزعجني كثيرا عندما أمر صباحا من أمام بيتها قبل خروجها إلى عملها الذي كانت تعشقه
أرى باقة من الروز على باب البيت وهي كل يوم كانت تظن أنا من بعثها ويزداد رفضها بشده إلي
كنت اعرف أنها تعشق العيون العسلية .. ماذنب عيوني الخضراء هذه !!!
بقيت واقفة امام الشباك ذو الزجاج المتكسر وصوت عبد الحليم حافظ "أهواك" يخرج من بيتها بشده
لقد أصبت بالملل عندما رأيتها وأناأ تمنى تتصل بي أو حتى تهمس مثلما كنا في السابق مثل أربعة اعوام
"أحتاجك" .
جلستُ باكرا صباحا فقط لأراقبها وهي تنظر إلى باقة الورد الأحمر والى بيتي وتيستم !
أتسأل لماذا تبتسم وعندما اتكلم معها لا تبتسم ولو للحظه !!؟
مرّ الوقت ونحن على هذا الحال لأشهر .. أنا أحبها أكثر بسبب قوة عنادها لسماعي وابتسامتها عندما تستلم باقة الورد كل صباح وخوفي من أن تعرف لست إنا من ابعث لها الورد ..
وذات ليله كانت أنوار بيتها جميعها مضيئة كنت أتسأل ماذا هناك ويغلب علي الفضول لأعرف ماالامر في ذلك ياترى وصوت موسيقى Kenny Rogers " lady" يتصاعد كل دقيقه من المنزل
رن هاتفي .. كأنني لم اسمعهُ وبقيت مندهشاً خلف الستار ولا يزال يرن ويرن ويرن
إلى أن ذهبت لاجد رقماً غريب وأنا لأاتمالك غضب نفسي أجبتُ : نعم
-مرحباً سيد بيتر أنا جارتك ألآنسة نانسي
أصابتني الدهشة حينها ركضت مسرعاً إلى الشباك وبقيت صامتاً
- سيد بيتر أنا ادعوك اليوم على عشاء مع ليله رومانسيه ربما إنني بدأت أشعر بملل متواصل لذلك أود من كل قلبي أن تأتي لزيارتي
- نعم عزيزتي أنا بالتأكيد سأحضر أنا موافق :قالت
وأنا أصاب بالدهشة ياترى هل وافقت أن تسمعني ولو لمرة ومع هذا الجو الرومانسي
لقد بدأت أمنياتك يا بيتر أن تتحقق ....
ذهبت لأغير ملابسي وألي محل الورود لانتقي لها أجمل باقة من الروز الأحمر أنا
ورحلت وطرقت الباب وإذ بها ترتدي فستاناً بلون ربطة عنقي الحمراء
كأنها من تكملة قماش ربطة عنقي .. قدمت لها الورد وابتسمت وشكرتني على الحضور
وجلسنا وتكلمنا كثيرا إلى أن طلبت مني الرقص معها على أغنيه كانت تفضلها وأنا ألان بحكم عمري قد بلغ الشيخوخة لا أتذكرها .. رقصنا حينها وكنت اشعر أنها في قمة السعادة والجرأة وكان ذلك مايجعلني أخاف في اغلب الأحيان .. وكنت اشعر أنها تشعر بدوار وتتماسك بي وهي ترقص وأسألها وترفض وتتناسى ولم تجبني أبدا تكلمنا عن أيام ألجامعه ونحن مع بعضا كم من بنت حسدت حبنا ليصبح ألان بهذه ألطريقه من بعد 20 سنه من التخرج ..
آه مااروع تلك الأيام !
طلبت مني أن ارحل إلى منزلي بعد مااكتشفت أن برادها يخلو من البند وره ورحلت لانها تحب البندوره المملحة مع الطعام ..
وعدت إلى منزلها الصغير المملوء بالروز الأحمر وجدتها على ألكنبه نادينها بحبيبتي هل نمت لم تجب
قررت بغباء أن اعمل لها البندوره واضع لها الملح مع المائدة الشهية
رحلت لكي أيقضها لنأكل .. أذا بها لم تجبني
مسكت يدها وجدتها قطعه من الثلج .. ناديت كثيرا باسمها بدون فائدة
اتصلت بالطبيب بدون فائدة أيضا
لقد ماتت ..ماتت وكانت في غاية السعادة
ووجدت تحت رأسها ورقه تحمل رسالة إلي
" عزيزي ويسعدني قول حبيبي بيتر كنت اعرف إن صحتي ليست جيده وكنت اختنق كثيرا لذلك أقف أمام الشباك كل ليله وانأ كنت اعرف انك تراقبني لذلك لم أشعر بالخوف ولو للحظه وعندما تكسر زجاج النافذة كنت اراى في عيناك الخضراء كل الخوف علي لذلك كنت لا اتالم .. وكنت أنا من ابعث لنفسي كل يوم باقة الورد الحمراء لكي يزداد قلقك وحبك إلي كنت أبستم عندما أأخذها وكنت اعلم انك كل دقيقه تلاحقني
حرصت في هذه ألليله إني أحقق حلمك وحلمي الذي طالما تكبرت عنهُ كثيرا رقصنا وتقاربنا من بعضنا وعدنا إلى أيام شبابنا الجميل وكنت اعرف أنك سترتدي ربطة العنق هذه لاتنسى أنا من أهديتك إياها .. حرصت أن اشتري هذا الفستان بنفس اللون لكي تراني بهِ لأخر مره
عزيزي أنا احبك كثيرا .. لاتستكثر علي كل أسبوع باقة من الورود الحمراء على قبري "

أدهشني طريقة تفكيرها الذكي وأتعس الجميع حزني عليها وكنت كل يوم اترك لها باقتين حمراء واحده على المنزل وواحدة على القبر
تركت وظيفتي الاعلاميه وتركت الكتابة لأعوام كثيرة
وقررت إن أعود ألان وها أنا اكتب قصتنا إليكم وأنا ماازال أقف أمام الشباك كل ليله ...





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق