" خالي ؟ ليش هو
يحس بينا ؟؟"
هذه الجملة التي قالها طفل لايتجاوز العشرة سنوات عندما
تحدثت معه وانا اذهب برفقة والدتي الى السوق لاقتناء شيء ما .. تقاطع ساحة الحرية
هو المكان .. هو يتجول ويبيع العلكة .. وانا انظر اليه عندما ألح وبأصرار الشراء
منه .. سألته عن حياته قبل اي شي .. قلت
له اين والدتك واهلك ..؟
قال : في السعدية .!
قلت : انت الان تدرس ؟
قال : تركت الدراسة منذ الاول ابتدائي !
والدتي تعصبت وقالت له اذهب وتكلم مع والدتك وقل "
حرام يضيع مستقبلي وتروح دراستي
رد : والدتي أين ؟
قلت انا : اين ؟
قال : توفت .. وابي كذلك
اصابتني صدمة ! .. وبدأت اسأل عن كل شيء ..
اهلك .. خوالك .. اعمامك .. اخواتك ! .. ؟ وين
قال : خالي ميحس بينا وعايش في الحياة بصورة طبيعية
اعمامي : ليس لديهم مكان في حياتنا فهم يكرهوننا
اخي وانا نعيش في منزل تركه ابي لنا وليس لدينا من يصرف
علينا الا العلكة !!
واسيته واعطيته المال ورحلت
وفي حينها لن استطيع شراء اي شي لان صورته وكلامه
لايفارق دماغي .. واسئلتي تتزايد .. وعدم التقاطي صورة له جعلني في حالة
ارمي اللوم على نفسي ..
هذا الطفل من المسؤول عنه بعد فقدان امه وابيه ؟ وكيف
سيكون في المستقبل .؟ ويقولون لماذا يغسلون عقولهم ويرموهم الى الطريق الخطأ ..
ويقول رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي : التعليم
مجاني ..
انا في الجامعة والتعليم مجاني " كل شي بحسابه حتى
هوية التعريف عن الطالب "
وهذا يعني لايوجد تعليم مجاني بالمعنى الحقيقي والمطلوب
.. لان هؤلاء الاطفال لايستطيعون ان تتبناهم مدرسة وتتولى كل شيء عنهم ..
وانا اعرف ان عدد مثل هذا الطفل كثير ربما يصل الى الالف
واكثر .. واعرف ان مسألة وقضية التشرد كبيرة جدا
لكن لا اعرف لماذا لم يقوموا بحملات عن هذا الشيء الى
الان ؟ ولا اعرف اين سنصل في السنين المقبلة .. ؟
ومتى ستوعى عقولهم ؟.؟ ويقولون تفائلواا بالعراق ...
واوقفوا هجرة الشباب – وتكلموا عن المستقبل – وجعل المستحيل ممكن !
والحليم تكفيه الاشارة